jeudi 14 août 2014

الريف المغربي

الريف المغربي

يطلق مصطلح الريف الجغرافي على السلسلة الجبلية التي تمتد على شكل قوس في أقصى شمال المغرب من مضيق جبل طارق إلى الحدود المغربية الجزائرية. و تتميز جبال الريف بكونها وحدة جيولوجية مستقلة أضيفت إلى البناء الجيولوجي الإفريقي خلال فترة الزمن الثالث بتزامن مع جبال الألب. و لقد أكسب الامتداد المجالي لهذه الوحدة نوعا من التباين على مستوى الأشكال التضاريسية و الخصائص المناخية و السلوك الهيدرولوجي و التشكيلات النباتية.

تعيش جبال الريف المغربية ازدواجية متناقضة بين اهتمام الباحثين و واقع التنمية؛ فبينما يسلط عليها الضوء من قبل الباحثين بكيفية مسترسلة، نراها بالمقابل تشهد تأخرا ملحوظا فيما يخص المشاريع التنموية. و يطرح هذا المجال إشكاليات كبرى (طبيعية و بشرية) تفسر جاذبيته القوية على الباحثين.
غداة الاستقلال ركزت الدولة مجهوداتها التنموية على القطاعات و المجالات التي توفر شروط الاستثمار المربح و التراكم المالي، بينما ضلت باقي المناطق على الهامش. و هي سياسة مبنية على منطق اقتصادي يؤدي في النهاية إلى توزيع المجال إلى مناطق منتجة نافعة قابلة لأن تدمج في الاقتصاد العصري، و مناطق هامشية، لا تتوفر فيها هذه الشروط.
تشكل جبال الريف جزء من هذا الهامش، فعلى الرغم من تدخل الدولة المبكر في مجال حماية البيئة و التنمية القروية في إطار مشروع "الديرو"، إلا أنها ظلت تعاني من تراكم مظاهر التأخر سنة بعد أخرى، لأن هذا التدخل جاء في إطار "استراتيجية اقتصادية تعتمد المقاربة القطاعية و التي لم تمكن هذه المناطق الجبلية من الاستفادة منها" (علي فجال 1996). و من أجل خلق نوع من الدينامية الذاتية و بحثا عن الاندماج السوسيواقتصادي عمد سكانها إلى الاعتماد على الاقتصاد الغير مهيكل و المعتمد أساسا على القنب الهندي و التهريب و الهجرة السرية.